Back to stories

الغربة

الكاتب: 22 سنة أنثى ، لبنان
هي المرَّة الأولى التي أقدم فيها على خطوة أعي أنّي لن أفلحَ في بلوغ الهدف المنشود منها، في الحديث عن ما نعيشه هنا، في الغربة. لا أدري إذا هو فشلٌ في وصف الشُّعور أم أنّه تكابرٌ وإصرارٌ في اللّاوعي على إبقاء المشاعر في سباتها العميق الغائر بين متاهات التضارب.

هون كل شي غريب، حتى اللّغة مع إنّا كمان عربي.

كل شي بدك هوي سهل تحصل علاي بس الحياة صعبة كتير، منضل خيفانين من شي أحداثو موجودة بخيالنا لدرجة إنو منبكي عإشيا ما صارت ويمكن ما رح تصير.

هون، مضطر تتأقلم مع فكرة إنو ما حدا حدك، في إنت، إنت وبس، حتى الله بتحسو بعيد، بتحتار وين ممكن تلاقي مع إنو هوي جواتك. بتفتش علاي يمكن بالدموع يلي بعد ما بكيتا، بالخوف يلي ناطرك، بالقلق يلي بكتير محلات ما إلو لزوم، بالساعات البطيئة والبطيئة كتير.

الفرق انو ببلدك بتشوفو بكل شي وبتلاقيه وين ما كنت. بصوت إمَّك بس تفتحلك الباب بعد نهار طويل، بضحكة بيَّك لما تكونوا قاعدين عم تتسايروا، بكل قعدة مع رفقاتك يلي بيعرفوك أكتر من حالك، ببيت جدَّك يلي الحنان فيه بلاقيك عباب الدّار أو تحت العريشة يلي كبِرت معا، الفرق إنو هيي بعدا محلا لإن ما فيا تفل، وإنت فليت مع إنو كمان ما فيك تفل. ببلدك بتلاقي الله بكل شي حلو وبكل تجربة صعبة مرقت فيا.

يمكن يصير عنّا بلد تاني بس الأكيد إنو ولا شي بحل محلّك. المشكل إنو التناقض يلي عايشينو تجاهك مش مفهوم لان منكرهك وكتير منحبك لدرجة إنو رغم كل شي بعدنا مندافع عنك بشراسة ويلي بضحِّك أكتر إنو منشوف حالنا فيك ما بعرف لاي وما بعرف عشو. منحبك لدرجة إنو معميِّين عن كل سيِّئاتك يلي ما بتخلص ومش شايفين ولا سبب تنحبك وننتميلك، خاصة هلق. الفكرة إنو قد ما تكون صعبة العيشة هون منتقبلا لان مش أصعب من يلي عشنا ونحن بقلبك.

أُرهقنا واستُنزفنا أكثر ممّا نتحمل ولا زلنا متغطرسين على قسوة الاختيار. نحن المتمسّكون بحبال فولاذيّة بكل ما أوتينا من قوّة باليد الأولى وبخيط العنكبوت باليد الأُخرى، خائفون من السقوط في قعر الحياة السرابيَّة، واقعون ما بين السيّئ والأسوأ، المرقَّع والرَّث، واقعون بين المنفى وما تبقّى من الوطن.





Tell us your story
شاركنا قصتك

   
 
 
 
Drag and drop files here or
 
*Only YouTube.
*فقط يوتيوب.